لماذا تختلف أقوال الإمام الشافعي

لماذا تختلف أقوال الإمام الشافعي

أن ما ذكره الشافعي رضي الله عنه من القولين ينقسم إلى أقسام منها:

الأول: أن يقيد جوابه في موضع , ويطلقه في موضع آخر.

مثل قوله في مختصر المزني في باب الحيض: أقل الحيض يوم وليلة .

وقال في كتاب العدة من المختصر: أقل ما علمنا من الحيض يوم

قال الماوردي: أراد به مع ليلته وهو معهود من كلام العرب كما جاء في القرآن ((تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب)) فإطلاق ذكر الأيام يقتضي إضافة الليالي.

الثاني: ما اختلف قوله فيه لأنه عمل على أحد القولين بظاهر من كتاب الله ثم بلغته سنة ثابتة فنقلته عن الظاهر إلى قول آخر.
كقوله تعالى ((فصيام ثلاثة أيام في الحج)) فأخذه بظاهره فأوجب صيامها في أيام التشريق إذا لم يجد المتمتع هديا ولم يصم قبل عرفة , ثم قال : وبهذا نقول لأنها الظاهر من أيام الحج.

ثم روى ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيامها ) فعدل بهذه الرواية عمّا عمل به من ظاهر الكتاب ومنع من صوم أيام التشريق .

فقال في كتابه الأم بعد أن ذكر حديث النهي عن صومها: فلا أرى أن يصوم أيام منى وقد كنت أراه .