الحبيب الـسـيـد عمر بن حامد الجيلاني .. عالم مكه ومفتيها في الفقه الشافعي [size=25][size=25]بسم الله الرحمن الرحيم
هذه محاضره " لفضيله السيد العالم العلامه الحبيب : عمر بن حامد بن عبدالهادي الجيلاني ..
عالم مكه ومفتيها في الفقه الشـافــعــــي .. جــــــــــــــــواد <<
الحمد لله القائل فبما رحمت من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر آل عمران والصلاة والسلام على صاحب الخلق العظيم من أدبه ربه فأحسن تأديبه وعلى آله قرناء الكتاب وأصحابه الناشرين لشريف الآداب وبعد .
أيها العلماء والأدباء: التمس منكم العفو وأستحيكم العذر إذ عرضت في سوقكم سوق الأدب بمعني به السلوك والملفوظ فأنتم به أغنياء وله باذلون وبعراه ما سكون فندوتكم ندوة الأدباء ورابطتكم رابطة الأدب الإسلامي .
وأنتم ومن يهدى القصايد نحوكم ــ كمستبضع ثمرا إلى أهل خبير ولكن أكن بكنان يقيسني شَاببيب المؤاخذة على هذه الجرأة (هو قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لصاحبه الهذلي بن مسعود عليه الرضوان حين قال له كيف أقراء عليك وعليك أنزل فقال له صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ــ إني أحب أن اسمعه من غيري ) .
فا سمعوا أيها الأدباء من غيركم عنوانها أدب طاب العلم وشيء من طرق تحصيله الأدب ملكة تعصم من قامت به عما يشينه , الأدب تعلم رياضة النفس ومحاسن الخلاق , والأدباء حسن الخلاق وفعلُ المكارم .
وإطلاقه على علوم العربية مولّد حدث في الإسلام هكذا يقول اللغويون .
إن الأدب مطلب ينشده كل ذب لب ويسعى إليه ذو الفطر السليمة ويتجلى به عليه الأقوام في جميع الأعصر والبلدان .
لقد أحتل الأدب في الوحيين الشريفين منزلة عظمى فما بين وقت التنزيل دعوة إلى الأدب وبيان له وحث على التجمل بحلاه قال صلى الله عليه وآله وسلم ( ليس من مؤدب إلا وهو يحب أن يؤتى أدبه وأن أدب الله القرآن ) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( القرآن مأدَبة الله في أرضه فتعلموا من مأدُبته ) .
قال الزبيدي في تاجه قال أبو عبيد يقال مأدُبة ومأدَبة فمن قال مأدُبة أراد به الصنيع يصنعه الرجل فيدعوا الناس إليه شبَّه القرآن بصنيع صنعه الله للناس فيه خير ونافع ثم دعاهم إليه ومن مأدَبة جعله مفعله من الأدب .
فمن تأديب القرآن للأمة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض .
إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ( الحجرات )
ومن أدب المتبوع مع إتباعه والحاكم مع المحكومين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ( الشعراء )
ومن الأدب مع الخصوم يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا أعدوا هو أقرب للتقوى ( المائدة )
ومن الأدب مع الوالدين فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ارحمهما كما ربياني صغيرا ( الإسراء )
ومن أدب السير في الطريق ولا تمشي في الأرض مرحا إنك لن تخرِق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً ( الإسراء )
ومثلما حَفَل القرآن الكريم بالدعوة للتحلي بمكارم الخلاق حَفلت السنة المطهرة الآداب وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم ( ما نحل والدٌ ولداً أفضلَ من أدب حسن ) ( أحمد بن ابن ماجه )
لقد جمعت دواوين السنة الشريفة الجمَّ من الآداب التي تلقاها الأصحابُ رضي الله عنهم عن مؤدبهم صلى الله عليه وآله وسلم حتى قال قائلهم علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل شي حتى الخيرات . فمن ذلك
1ـ أدب اللباس وفيه حديثُ الكاسيات العاريات , وحديث من يجر ثوبه خيلاء , وحديث منع الرجال من لبس الحرير .
2ـ وأدبُ وفيه حديث ما عاب رسول الله عليه وسلم طعاماً قط إذا اشتهى شيئاً أكله وأن كرهه تركه وفيه حديث الأكل باليمين, وحديث النهى أن يقون بين تمرتين إذا أكل مع جماعة وأدب الشرب , وفيه حديثُ منع التنفس في الإناء .
3ـ وأدب دخول الخلاء وفيه حديث تقديم اليسرى عند الدخول واليمنى عند الخروج إلى ما سوى ذلك من الآداب النبوية .
وقد خص أهل الحديث الأدب بأبواب في كتبهم حتى أن أمير المؤمنين في الحديث البخاريَّ رحمه الله لم يكتف بتخصيص باب للأدب في جامعه الصحيح فافرده بكتاب أسماه الأدب المفرد .
لقد علم سلفُ الأمةِ قيمةَ الآداب فسمعوا إلى تحصيلها وتجمعوا بها قال محمد بن سيرين رحمه الله كانوا يتعلمون الهَدْيَ كما يتعلموا العلم , والهديُ السيرة والهيئة والطريقة .
وقال مخلد بن الحسين لعبد الله بن مبارك رحمهما الله نحن إلى كثير من الأدب حرج منا إلى الحديث وسئل الشافعيَّ رحمه الله كيف طلبك للأدب ؟
قال طلب المرأةِ المفضلةِ ولدَها ليس لها غيره فخليق بأهل العلم وطلابه أن يتجملوا بحلاه ويتزينوا بكساه فهم الذين رفعهم الله فوق غيرهم بمراتب قال تعالى يرفع اللهُ الذين آمنوا منكم , والذين أوتوا العلم درجات وهم خلائف الأنبياء والرسل والوسائط بين الله وخلقه قال صلى الله عليه وآله وسلم العلماء ورثة الأنبياء .
وبعد: فهذه جمل في أدب طلب العلم وفي شيء من طرق تحصيله اقتصرت فيها على ما لابد لطالب العلم أن يلتزم به ولا ينفعك عنه وتركت خلالا جمة روما للاختصار وليسعى مبتغي الزيادة في طلبها من مظانها من كتب التربية والتزكية اشتملت هذه الجمل على بحثين: 1ـ أدب العلم وفيه ثلاثة مطالب:
أ ـ المطلب الأول: الأدب العام .
ب ـ المطلب الثاني: الأدب مع الشيخ .
ج ـ المطلب الثالث: الأدب مع الأقران .
ــ المطلب الأول: 1ـ التهيؤ لطلب العلم .
لا بد لمريدِ العلم من أمرين التخلي والتحلي والأول يتقدم الثاني فيطهر قلبه من الغل والحسدِ والحقد وسوءِ الاعتقاد ليكون قلبه وعاء طاهر يوضع فيه العلمُ ويسكنُ في ثناياه لا يشوه به صفاه كدر ولا يغدر عذوبته صلح الأدران ولا يخالط رائحته نِتن .
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) البخاري .
العلم صلاة السر وعبادة القلب فكما لا تصح الصلاة إلا بطهارة ظاهرة البدن لا يصلح القلب إلا بطهارته من فيح الصفان وسيء الأخلاق .
قال سهل التستري رحمه الله حرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء يكرهه الله .
قال الشافعي:
شكوتُ إلى سوء حفظي : فا رشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور : ونور الله لا يهدى لعاصي
2ـ تحسين المقصد:
يجب على طالب العلم أن ينوي بطلب العلم وجه الله تعالى وحده بعقد العزم على أن تكون غايته من تحصيل العلم مرضاةَ الله والقيامَ بما اوجب عليه من العلم , وتبليغ العلم إلى من يحتاج إليه . من غير أن يخالط هذه النية ما يكدرها أو يصاحبها ما يفسدها تطلب الجاه أو تحصيل مكانه أو مباهاة أو صرفِ الأنظار إليه .
قال الله تعالى وما أمروا الا يعبدوا الله مخلصين له الدين .
وفي الحديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه . وإنما الحديث كما يقول أهل النحو والأصول تفيد الحصر وهو تحقيق شيء على الوجه مع نفي غيره عنه .
أن القاصد الدنيا في تحصيل العلم تشوهُ الوجه وتمحق بركة العلم وتكون سبباً في سخط الله .
قال صلى الله عليه وآله وسلم ( من طلب العلم ليماديَ به السفهاء أو يكاثرَ به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار ( الترمذي )
وكما يتحتم تحسين المقصد عند بداية الطلب للعلم يجب أن يستصحبه في رحلته الطويلة ولا يعرب عنه
وصحح النية قبل العمل : وآت بها مقرونة في الأول
وإن تدم حتى بلغت آخره : حزت الثواب كاملاً في الآخرة
3ـ اختيار الشيخ:
من أدب طلب العلم اختيار شيخ يأخذ عنه العلم والأدب بدله على طريق العلم ويسهل له سلوكه ويعرفه بعالمه ويحميه من العثرات والمزالق , وأن يكون هذا الشيخ المعلم من أهل الدين والورع والاطلاع الواسع على العلوم التي سيدرسها عليه وأن تكون له الدرجة على إيصال العلم إلى الطلاب .
وان يكون هذا ممن عرف بأخذ العلوم من أربابها وتفقه على أصحابها لا ممن تتلمذ على الصحف وأشرطة المسجلات فعن بعض السلف هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم قال الشافعي رحمه الله من تفقه من بطون الكتب ضيع الحكام .
واشتهر عن أهل قولهم من أعظم البلية مشيخة الصحف أن الشريط والصحيفة والكمبيوتر والإنترنت مساعدات في التحصيل ولا تحل محل الشيخ ولا تلفي مكانته , ومن أدب اختيار الشيخ أن لا يتقيد بالمشهورين ويترك المغمورين المؤهلين فربما كان المغمور أكثر علماً واقدر على إيصال إليه واتقى الله قال الغزالي أن ترك الأخذ عن المغمورين مع أهليتهم من التكبر على العلم ونوع من الحماقة لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها وكما ينبغي لطالب العلم أن يختار شيخه ويتحرى يتأكد في حق الهيئات العلمية أن تحسن اختيارَ المعلمين لمؤسساتها العلمية فالله سائله وكل راع وكلكم مسئول عن رغبته .
4ـ العمل بالعلم:
يتعين على طالب العلم أن يقرن علمه بما علم ائتمارا وانزجارا فمن خالف قوله عمله كان من الخاسرين قال الله تعالى لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
ومن العمل بالعلم عدم الغفلة عن مراقبة الله في جميع أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته فإن ما حمله من أمانة العلم يوجب عليه حفظه ورعايته وأن لا يغفل عن مراقبة الله من يخون ما استودع من الأمانة .
قال الله تعالى لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون وينبغي على طالب العلم أن يحافظ على شعايرا الإسلام كحضور الجماعات في المسجد والقيام بالمندوبات كرواتب المفروضات والوتر والضحى وأن لا يفعل عن تلاوة كتاب الله ويحافظ على ذلك ويجعل له من ذلك ورداً كل يوم .
وأن يظهر عليه أثر الخشية من الله وقد خص الله العلماء بالخشية فقال تعالى أنما يخش الله من عبادة العلماء .
وفي الحديث أعلمكم بالله أشدكم له خشية ـ أخرجه بن ابن حاتم العلم خشيه كله ـ يعرف بذاك أهله .
5ـ ترك التعصب والغلو:
من أدب طالب العلم التحلي بالإنصاف والبعد عن التعصب ومعرفة أدب البحث والخلاف و الرجوع إلى الحق إذا ظهر لاسيما عندما يصدر منه ما يخالف الحق ويتضح له الصواب في غير ما ذهب إليه أو شاع عنه .
فيلجأ إلى انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين أو تحريف الضالين لاعتقاده أن الرجوع عما قاله يلحق به منقصة أو يخمل له به ذكر فتمحق بركة عمله ويذهب بهاؤه ويصبح أسير نفسه وهواه ويختم على قلبه وسمعه وتغوِّ بصيرته أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه و قلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهدي من بعد الله
أن من تعصب طالب العلم أن يحصر الحق فيها ذهب إليه شيخه من اجتهاد ورد كلام من يخالف من غير نظر إلى ما عنده من دلائل أو ينظر أليها بعين التعسف والتكبر أو يلزم الناس بقول شيخه وبند يخالفه لاسيما إذا قابلة من الأقوال العلمية ما ساواه أو كان فيه رجحان وأن من التعصب أن يسقط فضائل المخالفين لشيخه ويعاديهم ولا يقبل لهم عدلاً ولا صرفاً وفي هذه المسالك يطر للحق وغمط الحقوق الآخرين وغلو في الشيوخ يخالف الورع ويخالف مسالك السلف الصالح .
قال الشافعي رحمه الله: ما جادلت أحد إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على يديه .
وعد الإمام ابن القيم رحمه الله . من عدم العدل إسقاط الفضائل بوجود بعض المخالفات وقال أنه لا تسقى لأحد بهذا فضلة وقال ما عند صواب يحتمل الخطأ وما عند خطأ يحتمل الصواب .
إن من أدب طالب العلم أن لا يضره لسانه أو يسبق كلمه إلى النفي المطلق كان يقول ليس في هذا حديث أو لم يصح في هذا شيء من غير أن يكون لديه بينه على دعواه والأدب أن يقول لم يقول لم يبلغني فيه حديث أو لم أقف على نص في مسألة كذا وكذا أو نحو ذلك مما يفيد نفي ولا يفيد النفَي المطلق كذا اعتاد أهل العلم أن يختموا دروسهم وفتاواهم بقولهم والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب رضي الله عنهم وأرضاهم .
المطلب الثاني: الأدب مع الشيخ .
أن تحصيل العلم يحتاج إلى معالجة الشيوخ والمثابرة على حضور دروسهم وارتباط الطالب بشيخه يكسبه علماً وأدبا يأخذ الشيخ بيده ويحدب عليه وهو أب روحه وفاتح وتاج العلوم له يلزمه أن يقوم بحقه ويتأدب معه .
فمن أدب الطالب مع شيخه عند الدرس أن يحضر الدرس بنية صالحة متطهراً عن الإحداث راغباً في تحصيل فائدةٍ جديدةٍ وأن يجلس أمام شيخه متأدباً متواضعاً لا يلتفت لغير حاجة لاسيما حال الدرس ولا يبعث بشيء وأن لا يستند إلى حائط أو كرسي وأن يصغي لكلامه ويقبل بكيته عليه متفهماً لشرحه ولا يحوجه إلى إعادة الشرح وأن يحسن مخاطبته فلا يخاطبه بكاف الخطاب ولا يناديه إلا بما يشعر باحترامه .
وأن لا يخرج من مسألته ومباحثه وإذا سمع من الشيخ مسألة قد سمعها فلا يظهر أن له بها علما سابقاً .
كان الأمام أحمد لا يقعد بين يدي خلف الأحمر إلا متأدبا ويقول أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه .
وكان الشافعي يصفح الورق برفق إمام شيخه مالك حتى لا يسمع وقعها وقد أخذ بن عباس بركاب زيد بن ثابت وقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ( الحكم ) .
ومن الأدب مع الشيخ خارج الدرس .
أن يحرص على نيل رضاه وأن يقوم بحزمته ويقضي حاجاته ويتودد إليه وإذا سار أن لا يتقدم عليه أو يساويه , وأن يغتنم أوقات فراغ شيخه فيكثر مصاحبته لتعظم له الفائدة وأن لا يشبع من ذلك فمن هومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال .
وإذا الشيخ فلا يقاطعه وأن لا يبدأَ حتى ينتهي وأن وجد من الشيخ غلطه في القول فليستأول ذلك ويحمله على محمل حسن لقد علمنا الله في كتابه الأدب مع الشيوخ حين حكي قصته موسى مع العبد الصالح الخضر وقد جاء ليأخذ عنه العلم قال له موسى هل أتبعك لم يقل هل أصاحبك أو أسير معك بل قال له هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا وانظر رد الخضر عليه إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تجد له خُبرا . فرد موسى عليه متأدباً بأدب الطالب ستجدني إن شاء اللهَ صابراً ولا اعصي لك أمرا .
فشرط عليه الخضر أن لا يكلمه حتى يتكلم ويبدأ بإخباره فإن اتبعني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ومع أن موسى عليه السلام لم يصبر وقد رأى ما يخالف ما عنده من العلم إلا أن النبي صلى عليه وسلم قال يرحم الله موسى لو صبر .
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم يجلسون في مجلسه متأدبين وكان على رؤسهم الطير .
المطلب الثالث: الأدب مع الأقران .
من أدب طلب العلم التأدب مع الأصحاب في مجلس فيوقرهم ويعطيهم حقهم ولا يتقدم على أحد في المجلس إذا كان يستحق الجلوس إلا إن أذن له ويفسح لهم في المجلس ولا يبخل عليهم بفائدة علميه أو يظن عليهم بكتاب يستعيدونه ويكثر من المذاكرة مع النابهين ويساعد القاصرين يزد بذلك علمه .
والعلم يزيد بالإنفاق أن يرعى ترتيبه في السؤال وأن لا يتقدم على من قبله في المسألة .
جاء أنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسأله وجاء رجل من ثقيف وأراد أن يسأل فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أخا ثقيف إن الأنصاريَّ قد سبقك .
وإذا تخرج في الدرس إن يسأل عن أقرانه ويساعد من يحتاج إلى المساعدة وإن كان قد نال مكانة عظيمة .
صاحب بعض العلماء شخصاً في طلب العلم ثم انحرف ذلك الطالب عن طلب العلم وساءَ حاله وبرز هذا العالم وغلا قدره وعظم شأنه وكان له جاه ومال فجاء صاحبه ليسرق شيئاً ثميناً من بيته وانكشف أمره واصفر عنده فتلطف به وأدرك أن عنده بقية خير وأثره من علم فألزمه بوظيفة أغنته وحسن حاله وكان إذا جلا به قال له جئت لتسرقنا فسرقناك .
إن الكرام إذا ما يسروا ذكروا : من كان يألفهم في المنزل الخشن
والله الموفق ..< ونرجو ان نشوف ردودكم الجميله والمباركه ..
جــــــــــواد
